)) الحروف المقطعة المذكورة في أوائل بعض السور نحـو } الم ـ الر ـ المص ـ كهيعص ـ حم { ماعدا } حم (1) عسق (2) { (الشورى) ، فإنه فُصِلَ بين ميم } حم { وعين } عسق { .
4)) إذا كان أول الكلمة الثانية همزًا ، وصُوِّرت واوًا أو ياءً على مراد التخفيف : فالواو في نحو } هؤلاء { ، والياء في نحو } لئلا ـ يومئذ ـ حينئذ { .
5)) ما الاستفهامية ، إذا دخل عليها أحد حروف الجر ، وذلك في الألفاظ الخمسة : } بِمَ ـ لِمَ ـ عَمَّ ـ فِيمَ ـ مِمَّ { حيث وقعت .
6)) الألفاظ الاثنا عشر : } فَنِعِمَّا (البقرة : 271) ـ نِعِمَّا (النساء : 58) { ، و} إِلْيَاس { (الأنعام : 85) و (والصافات : 123) ، و} مَهْمَا { (الأعراف : 132) ، و} رُبَمَا { (الحجر : 2) ، و} كَالُوهُم ـ وَزَنُوهُم { (المطففين : 3) ، و} حِينَئِذ { (الواقعة : 84) ، و} ( أَيَّمَا : 28 ) ـ ( وَيْكَأَنَّ ـ ويكأَنه : 82 ) { (القصص) ، و} يَوْمَئِذ ـ يَوْمِئِذ { حيث وقع نحو } وُجُوهٌ يومَئِذٍ مُسْفِرِة { ، و} كَأَنَّمَا { حيث وقع نحو } كأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ { .
7)) } مِمَّنْ { المكون من } مِنْ { و} مَنْ { : ووقع في واحد وثلاثين موضعًا نحو } ومن أظلم مِمَّن منع مساجد الله أن يُذكر فيه اسمه وسعى في خرابها { و} تؤتي الملك مَن تشاء وتنـزع الملك مِمَّن تشاء { .
) } أَمَّا { ( مفتوح الهمز مثقل الميم ) المكون من } أَمْ { و} مَا { : نحو } أمَّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين { و} أمَّاذا كنتم تعملون { ، وليس منها “ أما ” الشرطية نحو } فأمَّا اليتيم فلا تقهر { وإن كانت هي أيضًا موصولة باتفاق ، فهي كلمة واحدة .
9)) } إِلا { مكسور الهمز مثقل اللام ، المكون من } إِنْ (مخففة النون){ و} لا { : نحو } إِلا تنصروه فقد نصره الله { و} وإِلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين { .
10)) } يبنَؤُمَّ { (طه : 94) في قوله تعالى : } قال يبنَؤُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي { مرسوم بالوصل ولا يجوز الوقف على } يبنَ { بل الوقف لا يجوز إلا على الميم هكذا } يبنؤم { .
القسم الثالث : المختلف في قطعه ووصله :
1)) } وَلاتَ حِينَ { (ص : 3) في قوله تعالى : } كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ { وليس غيره . ذكر أبو عبيدة أنه مرسوم في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه موصولاً هكذا } وَلاتَحِينَ { وأنه مرسوم في المصاحف الحجازية والعراقية والشامية مفصولاً عنها هكذا } وَلاتَ حِينَ { وقد بالغت جميع الرسوم في إنكار ما رسم في مصحف عثمان رضي الله عنه . قال صاحب غاية المريد ما حاصله أنه رسم مقطوعًا وموصولاً والصحيح القطع على أن } ولات { كلمة و} حين { كلمة أخرى وعليه تكون “ لا ” نافية دخلت عليها تاء التأنيث كما دخلت على “ رُبَّ ـ ثمَّ ” فتقول “ رُبَّتْ ـ ثمَّتْ ” فتكون التاء متصلة بـ “ لا ” حُكمًا ، وعلى هذا يصح الوقف على التاء عند الاضطرار أو في مقامي التعليم والاختبار ، وأما على الاختيار فلا يصح الوقف عليها والابتداء بـ } حين { بل يجب الابتداء بـ } ولات { مع } حين { هكذا } ولات حين { .
2)) } إِمَّا { مكسور الهمز مثقل الميم ، المكون من } إِنْ (مخففة النون){ و} مَا { : مقطوع في موضع واحد فقط وهو } وإِن مَّا نرينك بعض الذي نعدهم { (الرعد : 40) ، وموصول في بقية المواضع نحو } فإِمَّا تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم { و} فإِمَّا ترين من البشر أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا { .
3)) } أَمَّنْ { المكون من } أَمْ { و} مَنْ (الاستفهامية){ : مقطوع في أربعة مواضع هي } فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أَم مَّن يكون عليهم وكيلاً { (النساء : 109) و} أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أَم مَّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم { (التوبة : 109) و} فاستفتهم أهم أشد خلقًا أَم مَّن خَلَقْنَا { (والصافات : 11) و} أفمن يُلقى في النار خير أَم مَّن يأتى ءامنًا يوم القيامة { (فصلت : 40) ، وموصول في بقية المواضع نحو } أَمَّن لا يهدي إلا أن يُهدى { و} أَمَّن خلق السموات والأرض { و} أَمَّن جعل الأرض قرارًا { .
4)) } أَلا { مفتوح الهمز مثقل اللام المكون من } أَنْ (مخففة النون){ و} لا (النافية){ : والمقطوع منها عشرة مواضع بلا خلاف وهي } حقيق على أَن لا أقول على الله إلا الحق (105) ـ ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أَن لا يقولوا على الله إلا الحق (169) { (الأعراف) و} وظنوا أَن لا ملجأ من الله إلا إليه { (التوبة : 118) و} فإلَّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأَن لا إله إلا هو (14) ـ أَن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم (26) { (هود) و} وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أَن لا تشرك بي شيئـًا { (الحج : 26) و} ألم أعهد إليكم يا بني ءادم أَن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين { (يس : 60) و} وأَن لا تعلوا على الله { (الدخان : 19) و} يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أَن لا يشركن بالله شيئًا { (الممتحنة : 12)
و} أَن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين { (القلم : 24) ، وموضع واحد فيه الخلف وهو في قوله تعالى : } وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أَن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين { (الأنبياء : 87) وهو موصول في بعض المصاحف ومقطوع في بعضها الآخر ، والمختار فيه القطع وهو الذي عليه العمل . وأما بقية المواضع فموصولة بلا خلاف نحو } ألا تزر وازرة وزر أخرى { .
5)) } إِنَّمَا { مكسور الهمز مثقل النون ، المكون من } إِنَّ (مثقلة النون){ و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضع واحد فقط وهو } إِنَّ مَا توعدون لآت وما أنتم بمعجزين { (الأنعام : 134) ، وبالخلف في موضع واحد أيضًا وهو } إِنَّمَا عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون { (النحل : 95) والعمل فيه على الوصل ، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } إنَّمَا الله إله واحد سبحانه { .
6)) } أَنَّما { مفتوح الهمز مثقل النون ، المكون من } أَنَّ (مثقلة النون){ و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضعين هما } ذلك بأن الله هو الحق وأَنَّ مَا يدعون من دونه هو الباطل { (الحج : 62) و} ذلك بأن الله هو الحق وأَنَّ مَا يدعون من دونه الباطل { (لقمان : 30) ، وبالخلف في موضع واحد هو } واعلموا أَنَّمَا غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل { (الأنفال : 41) والعمل فيه على الوصل ، وأما بقية المواضع فموصولة بلا خلاف نحو } فإن توليتم فاعلموا أنَّمَا على رسولنا البلاغ المبين { . وأما } يحسب أنَّ مَالَهُ أخلده { (الهُمَزَة : 3) فليس من هذا الباب لأن لفظ } ماله { كلمة واحدة بأكملها والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه ، و} مَا { في اللفظ ليست هي } ما (الموصولة ){ . وقد ذكره بعض مصنفي كتب التجويد في كتبهم وجعله مع المقطوع وعد المقطوع ثلاثة مواضع ، وليس بصحيح ، نعم هو مقطوع شَكْلاً كما ترى إلا أنه موصول حُكْمًا ، عِلاوة على أنه ليس من هذا الباب كما أشرنا .
7)) } أَيْنَمَا { وهو مفتوح الهمز ، المكون من } أَيْنَ { و} مَا { : ووقع في اثني عشر موضعًا ، وهو موصول بلا خلاف في موضعين هما } فأَيْنَمَا تولوا فثم وجه الله { (البقرة : 115) و} أيْنَمَا يوجهه لا يأت بخير { (النحل : 76) ، وبالخلف في ثلاثة هي } أيْنَمَا تكونوا يدركم الموت { (النساء : 78) و} وقيل لهم أيْنَ مَا كنتم تعبدون { (الشعراء : 92) و} ملعونين أيْنَمَا ثقفوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تقتيلاً { (الأحزاب : 61) ، والعمل على الوصل في موضعي النساء والأحزاب وعلى القطع في موضع الشعراء . وبالقطع في بقية المواضع بلا خلاف نحو } أيْنَ مَا تكونوا يأتِ بكم اللهُ جميعًا { و} وهو معكم أيْنَ مَا كنتم { .
) } إِلَّم { مكسور الهمز مثقل اللام ، المكون من } إِنْ (مخففة النـون){ و} لَم { : موصول في موضع واحد فقط من القرآن الكريم هو } فإِلَّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله { (هود : 14) ، ومقطوع في بقية المواضع نحو } فإن لَّم تفعلوا ولن تفعلوا { .
9)) } أَلَّن { مفتوح الهمز مثقل اللام ، المكون من } أَنْ (مخففـة النون){ و} لَن { : بالوصل بلا خلاف في موضعين فقط هما } بل زعمتم أَلَّن نجعل لكم موعدًا { (الكهف : 48) و} أيحسب الإنسان أَلَّن نجمع عظامه { (القيامة : 3) ، وبالخلاف في موضع واحد هو } علم أن لَّن تحصوه فتاب عليكم { (المزمل : 20) والعمل فيه على القطع ، وبالقطع بلا خلاف في بقية المواضع نحو } بل ظننتم أَن لَّن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا { و} وأنَّا ظننا أَن لَّن تقول الإنس والجن على الله كذبًا { .
10)) } أَلَّو { مفتوح الهمز مثقل اللام ، المكون من } أَنْ (مخففـة النون){ و} لَو { : وقع ذلك في أربعة مواضع ، فقطع بلا خلاف في ثلاثة مواضع هي } أن لَّو نشاء أصبناهم بذنوبهم { (الأعراف : 100) و} أن لَّو يشاء الله لهدى الناس جميعًا { (الرعد : 31) و} فلما خر تبينت الجن أن لَّو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين { (سبأ : 14) ، واختلف في الموضع الرابع والأخير وهو } وألَّو استقاموا عَلَى الطريقة 00{ (الجن : 16) والراجح قطعه ، إلا أنه مرسوم بالوصل في مصاحفنا ، فانتبه .
11)) } عَمَّا { المكون من } عَنْ { و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضع (الأعراف : 166) وهو } فلما عتوا عَن مَّا نهو عنه {، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } وما الله بغافل عَمَّا تعملون { و} سبحان الله عَمَّا يشركون { .
12)) } مِمَّا { المكون من } مِنْ { و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضع واحد هو } فمِن مَّا ملكت أيمانكم { (النساء : 25) ، واختلف في موضعين هما } هل لكم مِّن مَّا ملكت أيمانكم { (الروم : 28) و} وأنفقوا مِن مَّا رزقناكم { (المنافقون : 10) والعمل فيهما على القطع ، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وَمِمَّا رزقناهم ينفقون { و} وإن كنتم في ريب مِمَّا نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله { .
13)) } مِنْ (والاسم الظاهر المبدوء بالميم){ المكون من } مِنْ { و “ الاسم الظاهر المبدوء بالميم ” : لا خلاف في قطعه في جميع المواضع نحو } وءاتوهم مِن مَّال الله الذي ءاتاكم { و} ثم جعل نسله من سلالة مِن مَّاء مهين { .
14)) } فِيمَا { المكون من } فِي { و} مَا (الموصولة){ : مقطوع في موضع واحد هو } أتتركون فِي مَا ههنا ءامنين { (الشعراء : 146) ، وبالخلاف في عشرة مواضع هي } فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فِي مَا فعلن في أنفسهن من معروف { (البقرة : 240) و} ليبلوكم فِي مَا ءاتاكم { (المائدة : 48) و ( آخر الأنعام) و} قل لا أجد فِي مَا أوحي إليَّ محرمًا { (الأنعام : 145) و} فِي مَا اشتهت { (الأنبياء : 102) و} فِي مَا أفضتم { (النور : 14) و} فِي مَا رزقناكم { (الروم : 28) و} فِي مَا هم فيه يختلفون (3) ـ فِي مَا كانوا فيه يختلفون (46) { (الزمر) و} وننشئكم فِي مَا لا تَعْلَمُونَ { (الواقعة : 61) والعمل فيها على القطع ، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } لمسَّكم فِيمَا أخذتم { .
15)) } بِئْسَمَا ، لَبِئْسَ مَا { المكون من } بِئْسَ ، لَبِئْسَ { و} مَا { : موصول في موضع واحد بلا خلاف وهو } بئسَمَا اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيًا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده { (البقرة : 90) ، وبالخلف في موضعين هما } قل بئسَمَا يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين { (البقرة : 93) و} ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا قال بئسَمَا خلفتموني من بعدي { (الأعراف : 150) والعمل فيهما على الوصل ، وقطع في بقية المواضع بلا خلاف وعددها ستة وهي } ولبئسَ مَا شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون { (البقرة : 102) و} فبئسَ مَا يشترون { (آل عمران : 187) و} لبئسَ مَا كانوا يعملون (62) ـ لبئسَ مَا كانوا يصنعون (63) ـ لبئسَ مَا كانوا يفعلون (79) ـ لبئسَ مَا قدمت لهم أنفسهم (80) { (المائدة) .
16)) } كُلَّمَا ـ كُلِّمَا { المكون من } كُلَّ ، كُلِّ { و} مَا { : مقطوع بلا خلاف في موضع واحد هو } وءاتاكم من كلِّ مَا سألتموه { (إبراهيم : 34) ، وبالخلف في أربعة مواضع والعمل فيها على الوصل وهي } كلَّ مَا رُدوا إلى الفتنة { (النساء : 91) و} كلَّ مَا دخلت أمة لعنت أختها { (الأعراف : 38) و} كلَّ مَا جاء أمة رسولها كذبوه { (المؤمنون : 44) و} كلَّ مَا ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير { (الملك :
، وموصول في بقية المواضع بلا خلاف نحو } كلَّمَا رزقوا منها من ثمرة رزقًا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ـ كلَّمَا أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله { .
17)) } لِكَيْلاَ ـ كَي لاَ { المكون من } لِكَيْ ـ كَيْ { و} لاَ (النافية){ : ووقع ذلك بسبعة مواضع ، ثلاثة منها مقطوعة بلا خلاف وهي } لِكَيْ لا يعلم بعد علم شيئًا { (النحل : 70) و} لِكَيْ لا يكون عليك حرج { (الأحزاب : 37) و} كَيْ لا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم { (الحشر : 7) ، وموصولة بلا خلاف في الأربعة الباقية وهي } لِكَيْلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم { (آل عمران : 153) و} لِكَيْلا يعلم من بعد علم شيئًا { (الحج : 5) و} لكيلا يكون عليك حرج { (الأحزاب : 50) و} لِكَيْلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم { (الحديد : 23) .
18)) } يَوْمَ هُم { : مقطوع بلا خلاف في موضعين هما } يومَ هُم بارزون { (غافر : 16) و} يومَ هُم على النار يُفتنون { (والذاريات : 13) ، وموصول في بقية المواضع نحو } فذرهم حتى يلاقوا يومَهُم الذي فيه يصعقون { . ولا خلاف في وصل } يَوْمِ { مكسور الميم المضاف إلى } هم { كما في قوله تعالى : } فويل للذين كفروا من يومِهِمُ الذي يوعدون { (آخر والذاريات) .
19)) وتقطع لام الجر عن مجرورها في أربعة مواضع هي } فَمَالِ هَؤلاء القوم { (النساء : 78) و} مَالِ هَذا الكتاب { (الكهف : 49) و} مَالِ هَذا الرسول { (الفرقان : 7) و} فَمَالِ الَّذين كفروا قِبلك مهطعين { (المعارج : 36) وسبق بيانه في باب الوقف على مرسوم الخط ، وتوصل في مجرورها في بقية المواضع نحو } مَا لِلظالمين من حميم ولا شفيع يطاع { و} فَمَا لَهُمْ عن التذكرة معرضين { و} ومَا لأحد عنده من نعمة تجزى { .
فائدة : الواو المتحركة في نحو } أوَ لَيسَ ـ أوَ عَجبتم ـ أوَ لَم ـ أوَ كُلما { واو عطف والهمزة للاستفهام ولا يصح الوقف على الواو هكذا } أوْ { فإذا أردت أن تقف فإنك تقف على الكلمة التي بعد الواو ، أما الواو الساكنة في نحو } أوْ أن يُظهر في الأرض الفساد { و} أوْ جاءوكم حصرت صدورهم { فكلمة } أوْ { بأكملها حرف عطف ويصح الوقف على الواو هكذا } أوْ { اضطرارًا لا اختيارًا .
وخلاصة القول : إذا وقفت على ما سبق وغيره فتحقق منه ، فإن كان موصولاً جاز لك الوقف على آخر الكلمة الثانية فقط ، وإن كان مقطوعًا جاز لك الوقف على كلتا الكلمتين ، لأن مذهب حفص هو اتباع مرسوم المصحف العثماني .
26 - قراءة بعض الألفاظ في رواية حفص
والتي لم تذكر فيما سبق في موضوعات هذا الكتاب المختصر
1)) الألفاظ الأربعة : } ويبسُط { (البقرة : 245) ، و} في الخلق بسْطة { (الأعراف : 69) و} المصَيطرون { (الطور : 37) و} بمصَيطر { (الغاشية : 22) . حكمها : بالسين والصاد في الكل هكذا } ويبسُط ـ ويبصُط { و} بسْطة ـ بصْطة { و} المسَيطرون ـ المصَيطرون { و} بمسَيطر ـ بمصَيطر { .
2)) الثانية : وجوب الإدغام الناقص إذا جاء بعد الطاء تاء وذلك في } بسطتَ { (المائدة : 28) و} فرطتُم { (يوسف : 80) و} أحطتُ { (النمل : 22) و} فرطْتُ { (الزمر : 56) ، ويذهب بذلك جميع صفات حرف الطاء سوى صفتي الإطباق والاستعلاء فقط فيبقيان معه لقوته وضعف التاء . ولهذا السبب سمي هذا الإدغام بالإدغام الناقص أو غير المستكمل . ولذلك تجد أن التاء في المصاحف لم تشدد مع أن الطاء خلت من الشكل ، وهو السكون ، من أجل إدغامها في التاء . والله تعالى أعلم .
3)) جواز الإظهار والإدغام في موضعين هما : } يلهث ذَّلك { (الأعراف : 176) و} اركب مَّعنا { (هود : 42) .
4)) الفتح لحفص في جميع القرآن الكريم حروفًا وكلماتٍ ، سوى لفظٍ واحِدٍ فقط هو لفظ } مَجْراهَا { (هود : 41 ) وحكمه الإمالة الكبرى . ومعنى الإمالة الكبرى لغةً : التعويج . واصطلاحًا : هي تقريب الفتحة من الكسرة ، والألف من الياء كثيرًا ، من غير قلب خالص ولا إشباع مفرط .
ولذا لم يضع العلماء فتحة فوق حرف الراء من لفظ } مجراها { ، وإنما وضعوا علامةً تحته أخذت شكل المعين الهندسي مفرغ الوسط المرسوم بهذا الشكل ( ) لينبهوا القارئ أن حفصًا له فيه الإمالة .
5)) لفظ : } تأمنَّا { (يوسف : 11) فأصله بنونين مظهرتين هكذا “ تأمنُنَا ” وأجمع القراء العشرة على عدم جواز إظهار الأولى ، وفيها لكلهم سوى أبي جعفر وجهان ، الأول : الاختلاس ( وقد عبر عنه بعض العلماء بالرَّوْم ) . والثاني : الإدغام مع الإشمام . وقرأ أبو جعفر ـ وهو أحد القراء العشرة ـ بالإدغام الخالص بدون رَوْم ولا إشمام .
ومعنى الاختلاس هنا : هو الإتيان ببعض حركة ضمة النون “ الأولى ” وَقُدِّرَ بثلثيها ، واعلم أنه يصح أن يقال الإدغام مع الإشمام ، ولا يصح أن يقال الإدغام مع الاختلاس أو الرَّوْم ، لأنه لا اختلاس ولا رَوْمَ مع إدغام . والله تعالى أعلم .
ومعنى الإشمام هنا : هو إشمام الحركة ، بمعنى : أن تضم الشفتين أثناء نطق النون المشددة كمن يريد النطق بضمة . والله تعالى أعلم .
6)) الألفاظ الأربعة : } لَكِنَّا { (الكهف : 38) و} الظنونَا (10) ـ الرسولا (66) ـ السبيلا (67) { (الأحزاب) . حكمها : حذف الألف وصلاً وإثباتها وقفًا اتباعًا للرسم .
7)) لفظ : } فما ءاتانِيَ الله { (النمل : 36) . حكمه : بإثبات الياء وفتحها وصلا هكذا } فما ءاتانيَ الله خير مما ءاتاكم { . وفي الوقف وجهان ، الأول الحذف هكذا } فما ءاتانْ . { . والثاني الإثبات مع الإسكان هكذا } فما ءاتانِي . { ومع مدها حركتين مدًّا طبيعيًّا .
) لفظا : } ضَعْفٍ “ معًا ” ـ ضَعْفًا { (المواضع الثلاثة بسورة الروم : 54) . حكمهما : بفتح الضاد وضمها هكذا } ضَعف ـ ضُعف { و} ضَعفًا ـ ضُعفًا { .
9)) لفظ : } سلاسلا { (الإنسان : 4) ، ووقع في قوله تعالى : } إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرًا { . حكمه : بحذف التنوين وصلاً هكذا } سلاسلَ وَأغلالا { ، وفي الوقف وجهان ، الأول : إثبات الألف وفتحة واحدة على اللام هكذا } سلاسلا 0{ . والثاني : الحذف وسكون اللام هكذا } سلاسلْ 0{ .
10)) لفظ : } قواريرَ { (الإنسان : 15 و 16) : } ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرَا (15) قواريرَا مِن فضة قدروها تقديرًا (16) { . حكمه : بغير تنوين وصلاً في الموضعين هكذا } قواريرَ قواريرَ مِن فضة { . وبإثبات الألف وقفًا في الموضع الأول هكذا } قواريرَا 0{ وحذفه في الثاني هكذا } قواريرْ 0{ أي بإسكان الراء .
11)) وجوب الإدغام ( الكامل أو الناقص ) في لفظ } نخلقكُّم { (والمرسلات : 20) فالإدغام الكامل هنا هو إدغام القاف في الكاف إدغامًا محضًا لا تبقى معه صفة من صفات القاف كالاستعلاء والقلقلة ، وهو الأشهر . والإدغام الناقص هنا هو إدغام القاف في الكاف إدغامًا ناقصًا أو غير مستكمل بحيث يبقى في القاف عند إدغامه في الكاف صفة الاستعلاء فقط . وذهب بعض العلماء إلى الإظهار الخالص ، وليس بصحيح ، والله تعالى أعلم .
12)) وجوب إظهار الذال في نحو } إذْ تَخلق ـ وإذْ زَين ـ وإذْ صَرفنا ـ إذْ دَخَلْتَ ـ إذْ سَمعتموه ـ إذْ جَاءوكـم { ونحو } أخذْتُ ـ فنبذْتُها ـ عُذْتُ { ، والدال في نحو } قدْ سَمع ـ ولقدْ ذَرأنا ـ ولقدْ ضَربنا ـ فقدْ ظَلم ـ ولقـدْ زَينا ـ قدْ جَاءكم ـ ولقدْ صَرَّفنا ـ قدْ شَغفها { ونحو } يردْ ثَواب { ، والتاء في نحو } أنبتتْ سَبع ـ كذبتْ ثَمود ـ حصـرتْ صُدورهم ـ خبتْ زِدنـاهم ـ كانتْ ظَالمة ـ نضجتْ جُلودهم { ، واللام في نحو } هلْ ثوب الكفار ـ هلْ نُنبئكم ـ هلْ تَرى { ونحو } بلْ ضَلوا ـ بلْ طَبع ـ بلْ ظَننتم ـ بلْ زُين ـ بلْ سَولت ـ بلْ نَقذف ـ بلْ تَأتيهم { ونحو } يفعلْ ذَلك { ، والراء في نحو } نغفرْ لَكم { ، والباء في } يغلبْ فَسوف ـ تعجبْ فَعجب قولهم ـ اذهبْ فَمن ـ فاذهبْ فَإِنَّ لك ـ يتبْ فَأولئك { ، والفاء في } نخسفْ بِهم { ، والثاء في نحو } لبثْتُ ـ لبثْتُم ـ أورثْتُموها ـ يلهثْ ذَلك { ، والضاد في نحو } أفضْتُم ـ أقرضْتُم ـ اضْطُررتم ـ فَمَنِ اضْطُرَّ ـ تضْلِيل ـ واخفضْ جَناحك { ونحو } أنقضَ ظَهرك { .
27 - الأوجه التي يجوز القراءة بها لحفص
من الشاطبية والتيسير
أولا : ما يجوز القراءة به من الشاطبية : ـ
مد المنفصل أربعًا أوخمسًا ، ويتأتى عليه الآتي :
مد المتصل أربعًا أوخمسًا [ وستًّا عند الوقف عليه على جعله من قبيل العارض ] ، والسين في } ويبسط { و} بسطة { ، والسين والصاد في } المصيطرون { ، والصاد في } بمصيطر { ، والإبدال والتسهيل في } ءالذكرين { و} ءالآن { و} ءالله { ، والإدغام في } يلهث ذلك { و} اركب معنا { ، والإظهار في } يسن والقرءان { و} ن والقلم { ، والروم والإشمام في } تأمنا { ، والسكت على } عوجا قيمًا { و} مرقدنا هذا { و} من راق { و} بل ران { ، وإشباع وتوسط مد عين في } كهيعص { و} حم عسق { ، وتفخيم وترقيق راء } فرق { ، وحذف وإثبات الياء الزائدة وقفًا على } فما ءاتانيَ { ، وفتح وضم ضاد } ضعف ـ ضعفًا { ، وحذف وإثبات الألف وقفًا على } سلاسلا { ، وعدم الغنة في اللام والراء ، وعدم التكبير الخاص والعام ، وعدم السكت الخاص والعام ، وعدم مد التعظيم .
ثانيا : ما يجوز القراءة به من التيسير : ـ
مد المنفصل خمسًا ، ويتأتى عليه الآتي :
مد المتصل خمسًا [ وستًّا عند الوقف عليه على جعله من قبيل العارض ] ، والسين في } ويبسط { و} بسطة { و} المصيطرون { ، والصاد في } بمصيطر { ، والإبدال والتسهيل في } ءالذكرين { و} ءالآن { و} ءالله { ، والإدغام في } يلهث ذلك { و} اركب معنا { ، والإظهار في } يسن والقرءان { و} ن والقلم { ، والروم والإشمام في } تأمنا { ، والسكت على } عوجا قيمًا { و} مرقدنا هذا { و} من راق { و} بل ران { ، وتوسط مد عين في } كهيعص { و} حم عسق { ، وتفخيم راء } فرق { ، وحذف وإثبات الياء الزائدة وقفًا على } فما ءاتانيَ { ، وفتح وضم ضاد } ضعف ـ ضعفًا { ، وحذف وإثبات الألف وقفًا على } سلاسلا { ، وعدم الغنة في اللام والراء ، وعدم التكبير الخاص والعام ، وعدم السكت الخاص والعام ، وعدم مد التعظيم .
وأما أوجه حفص من الطَّيِّبَةِ فعددها واحد وعشرون وجهًا ، فمن أراد معرفتها فعليه بكتب أئمتنا العلماء الكبار أئمة الأمصار ، أو عليه بكتابنا المتواضع : التبيان في تجويد القرآن لحفص عن عاصم ، ففيه الإفادة إن شاء الله عز وجل ، والله تبارك وتعالى الموفق ، وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير ، وهو جل جلاله حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
والله تبارك وتعالى أعلم .
خاتمة
إن الحمد لله ، نحمده سبحانه على كثير نعمه ، ونقدسه جل جلاله ونعظمه ونوقره ونسبحه ونوحده لأنه الله لا إله إلا هو ، ونصلي ونسلم على خير أنبيائه ورسله ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هديه .
وبعد
فإني أدعو نفسي وإخواني إلى مأدبة القرآن العظيم وكلام الله الحكيم ، أدعو الجميع إلى الإكثار من زاده ، والعمل بحكمه وتلاوة آياته ، ففي القرآن الكريم عِزُّنَا وَمَجْدُنَا وَقُوَّتُنَا ، وبالمحافظة علي أحكامه يكون النصر المبين لأمة سيد العالمين ، وبتطبيق أحكامه والوقوف عند حدوده نقود هذا العالم ونسوده بحكم القرآن وشريعة القرآن وقوة القرآن وعدل القرآن ورحمة القرآن 00
فالقرآن الكريم هو كلام ربنا المجيد الذي أنزله على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام ليحكم العالم ، فهو الكتاب الشامل لكل خير لهذه البشرية جمعاء في كل العصور والأنحاء ، فمن أراد الخير كل الخير فعليه بالقرآن ، من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ، ومن أرادهما مَعًا فعليه بالقرآن .
وهذا آخر ما تيسر لنا جمعه في هذا المختصر ، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم ، وأجلُّ وأكرم ، وهو سبحانه وتعالى الموفق لما فيه الخير .
أهم المراجع
** القرآن الكريم .
** كتابنا “ التبيان في تجويد القرآن لحفص عن عاصم ” .
** النشر في القراآت العشر ، للإمام المحقق الكبير محمد بن الجزري .
** إتحاف فضلاء البشر في القراآت الأربع عشر ، للشيخ أحمد بن محمد الدمياطي .
** طيبة النشر في القراآت العشر ، لابن الجزري .
** حرز الأماني ووجه التهاني في القراآت السبع ، المعروف بالشاطبية ، للشاطبي .
** صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص ، للشيخ على محمد الضباع .
** الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة ، للشيخ الضباع .
** نهاية القول المفيد في علم التجويد ، للشيخ محمد مكي نصر الجريسي .
** غاية المريد في علم التجويد ، للشيخ : عطية قابل نصر .
** الملحق الجامع بآخر المصحف الشريف .