توفر التغذية في أيامنا نسبة عالية نوعاً ما من الدهون خصوصاً الدهون الحيوانية التي تلحق أكبر الضرر بالشرايين، لذا حري بنا ان نخفض من حضور هذه الدهون في وجباتنا الغذائية اليومية لدرء شرورها، في المقابل يجب ان نعزز وجود الزيوت النباتية التي تعتبر حليفاً جيداً للصحة، لأنها تملك سمعة طيبة على هذا الصعيد خصوصاً للقلب والشرايين.
وعلى ما يبدو فإن زيت الجوز هو الأفضل لحماية الشرايين مقارنة مع الزيوت النباتية الأخرى، فإذا ما صدقنا نتائج دراسة سريرية لباحثين اسبان فإن الشرايين تبقى أكثر مرونة وليونة بعد دعم الوجبة الدسمة بقليل من الجوز مقارنة مع زيت الزيتون.
الدراسة أجريت على 24 شخصاً من غير المدخنين يملكون وزناً طبيعياً وضغطاً عادياً، وبعد ان اتبع المشاركون نظاماً غذائياً قوامه مكونات ريجيم البحر الأبيض المتوسط الحاوي على زيت الزيتون والغني بالخضار والفواكه والألياف والفقير باللحم والدهن تم تقسيمهم الى مجموعتين، الأولى أخذت 40 غراماً من الجوز، في حين تناولت الثانية خمس ملاعق من زيت الزيتون يومياً.
وفي نهاية الدراسة تمت مقارنة صور الشرايين الملتقطة بالأمواج فوق الصوتية قبل بدء التجربة، فتبين أن زيت الزيتون والجوز قللا من آثار الالتهاب والتأكسد في جدران الشرايين إلا أن زيت الجوز تمكن من الحفاظ على طراوة الشرايين وهذا الأمر لم يحصل مع زيت الزيتون، وفسر البحاثة هذا الأثر الطيب للجوز بغنى زيته بالأحماض الدهنية الفا - لينولينيك المماثلة في أفعالها للأحماض الدهنية اوميغا - 3 الموجودة في السمك. ويقول العلماء أن دهون زيت الجوز الواقية تعمل على إبطال التأثيرات الضارة للغذاء الغني بالأحماض الدهنية المشبعة المؤذية للشرايين، في حين ان مثل هذا الأمر لا يحصل بالدرجة نفسها مع زيت الزيتون الغني بالأحماض الدهنية وحيدة عدم الإشباع.
ويحتوي زيت الجوز على نسبة قليلة من الدهون المشبعة تقدر بحوالى 5.5 في المئة، في المقابل فإن نسبة الدهون غير المشبعة تشكل حوالى 60 في المئة وهذا ما يجعله مناسباً جداً للأشخاص الذين يــعانــون من مشاكل المتـــعلقة بارتــفاع الكوليســترول في الدم. وقد بينت الأبحاث الحديثة ان زيت الجوز هو الأكثر غنى بالأحماض الدهنية الأساسية التي لا تساهم في خفض مستوى الكوليسترول السيئ وحسب، بل تفيد في خفض الشحوم الثلاثية الضارة وهذا ما يساعد في حماية القلب والأوعية الدموية من الآثار المدمرة لها.
وحول مرض الشبكية الإستحالي المرتبط بالتقدم في العمر كشفت دراسة استرالية نشرت في مجلة أرشيف طب العيون أن تناول الجوز بمعدل مرتين أسبوعياً تقلل من نسبة خطر الإصابة بالمرض المذكور بنسبة 35 في المئة.
ومن ميزات زيت الجوز أنه غني بمضاد الأكسدة «إيلاجيك» الذي يساعد في الوقاية من نمو الأورام الخبيثة.
تبقى الإشارة الى بعض الملاحظات:
- لا يجوز استعمال زيت الجوز في القلي.
- يمكن استخدامه في السلطات وفي بعض المعجنات.
- ان تناول 60 غراماً من زيت الجوز دفعة واحدة يومياً يخلص من الدودة الوحيدة وينفع في تسكين المغص الناتج عن الغازات.
- يساعد زيت الجوز على تفتيت الحصيات الصغيرة الحجم التي لا يتجاوز حجمها 4 ميليمترات أو إنزالها في المجرى يساهم في تنظيف المعدة والأمعاء.